حين يصبحُ المستحيل مدرسةً، والحلمُ منصةً للتكريم، قصةُ من مشاريعنا.
في قرية البحصة بريف مديرية ذُباب المندب، محافظة تعز، كان الأهالي يعيشون عزلة تامة عن أبسط مقومات التعليم، كان الأطفال يتعلمون في فصول خشبية، يجلسون على الأرض، يكتبون على ألواح، يقرأون من الجدار، كان التعليم في القرية بلا كتب أو فصول أو مدرسة، فقط عشة قديمة وزوايا نائية وأحلام ضاقت بأرواحها، حتى أعلنت خلية الأعمال الإنسانية البدء في تشييد مدرسة أساسية لأهالي القرية وأطفالهم وبعد فترة من العمل والإنشاء، وتحديدًا في الثلاثين من ديسمبر عام 2024، تم افتتاح مدرسة “أبو بكر الصديق” الأساسية، لتشكل من ذلك اليون منارة تعليمية ووجهة دراسية لجميع الأطفال.
إدارة المدرسة أعلنت بالأمس عن إقامتها لحفل رسمي لتكريم أوائل طلابها وطالباتها، بفعالية حضرها قيادات المديرية، في واحدة من أعظم حكايات النجاح العملي والإنساني، لخلية الأعمال الإنسانية، وكافة موظفيها ومتطوعيها وداعميها. بالأمس، وخلال حفل تكريم الأوائل والمتفوقين من مدرسة أبو بكر الصديق، وقف الطلاب بفخر أمام أهاليهم، بعد أشهر دراسية كاملة، كنقطة فارقة في حياتهم ومستقبلهم، كأول تجربة تعليمية حقيقية لأبناء قرية البحصة بريف المديرية.
هذه المدرسة الواقعة في منتصف الريف المعزول بمديرية ذُباب، ليست مجرد مبنى وفصول وإدارة وتجهيزات، بل هي مشروع حياة، وحلم تحقق بلا مقدمات، كحلم لابد أن يتحقق في كل أرجاء البلاد، هذا المشروع نقل قرية البحصة من العزلة إلى الطموح، من التهميش إلى المستقبل، من العشش البسيطة إلى منصات التكريم.
إنها مشاهد معبرة وأخبار سارة وملامح أطفالُ متفوقون، وأهالي فخورون، ملامح تجعلنا أكثر إصرارًا على العمل أكثر، على البذل أكثر، على الحلم أكثر بكثير، من أجل شعبنا ووطننا ومستقبلنا، وستتحقق الأحلام والطموحات والغايات النبيلة والصادقة.